بصفتي محاميًا ومرشدًا، أقوم عادة بلقاء رواد أعمال، لأدرك، خلال دقائق معدودة من حديثي معهم، أنهم ببساطة لن يتمكنوا من المضي قدمًا في مشروعهم. والسبب ليس لأنهم غير موهوبين أو لطفاء بل لأنهم اختاروا مشروع الشركة الناشئة الخطأ.
الشغف، التحفيز والمهارات والخبرة عوامل جد مهمة، لكنها لا تجدي نفعًا إذا كانوا في إطار خيار غير صحيح.
الفرصة السانحة لرؤية شركتك الناشئة تبصر النور بطريقة لامعة أو الحصول على رأس المال والتمويل الذي تحتاجه للبقاء والاستمرار في سوق العمل يعتمد على نوع الشركة الناشئة، سواء كان مشروعك تطوير تطبيق اجتماعي مسلٍّ وممتع أو أجهزة وقطع الكترونية، فاختلاف الشركات الناشئة يتطلب اختلافًا في المهارات، مستوى الخبرات وأسلوبا مغايرًا في ريادة الأعمال.
معظم العاملين في عالم الأعمال يدركون أن للعمر تأثير في خياراتنا، لا شيء يضاهي الخبرة. لقد قمت مؤخرًا بمقابلة مجموعة من رواد الأعمال الشباب تتراوح أعمارهم بين ٢٣ -٢٥عامًا يقومون بالعمل على تطوير نوع جديد من أجهزة السمع. عمل نبيل لفت انتباهي، ولكن سرعان ما شعرت بخيبة أمل، لقد كانوا مقتنعين بأن برمجة هذه الأجهزة هي أكبر عقبة أمامهم، ولا شك أن رواد الأعمال المتمرسين ذوي الخبرة يدركون تمامًا مدى عدم واقعية هذا التوقع. محاولة تطوير وتسويق منتج جديد في القطاع الصحي، أمر فيه الكثير من المتاعب والتحديات سواء على صعيد تأمين المكونات الالكترونية (الهاردوير) أو البرمجة. إن أكثر رواد الأعمال تفاؤلًا وجدية في العمل يجدون صعوبة هائلة في قضايا التنظيم والذي يعتبر ” قمة جبل الجليد”، وأكثر تعبير عن ذلك ما قاله جيري سينفيلد: أصاب بالصداع لمجرد محاولة تصنيع الأشياء.
العديد من رواد الأعمال يجهلون أمرًا هامًا ألا وهو أن النظام البيئي للشركات الناشئة ينضج بسرعة. بعض المستثمرين لن يكرروا أخطائهم بالمراهنة على شركات ناشئة خاطئة أو على الفريق الخطأ، بعد فقدانهم القليل من استثماراتهم. لن يخاطر أي مستثمر جاد في دعم فريق ينقصه الخبرة والمهارات اللازمة لإنجاز ما تهدف إليه الشركة الناشئة.
عندما تقرر الاستثمار في شرك ناشئة أو البدء بمشروع خاص بك، تأكد أن لديك الفريق الذي يملك المهارات والخبرات اللازمة لهذه المهمة. ٩٩% من محاولات الاستعانة بقدرات خارج فريق العمل باءت بالفشل. من المهم جدًا أن تتبع أحلامك ولكن عليك اختيار من يمكنه أن يحولها إلى حقيقة. تذكر أن العمل في البرمجة أسهل من العمل في مجال الهاردوير، كما هو الحال في العديد من الأمور فالتواصل الاجتماعي عادة أسهل من السايبر أو الذكاء الاصطناعي، العمل في الصناعات غير المنظمة دائمًا أسهل من المجالات الخاضعة للتنظيم مثل المقامرة،
الاستثمار في مجالات الصحة والعقارات.
بالإمكان إجراء مقارنة حول التخصص في مجال ريادة الأعمال والمهن التقليدية الأخرى للمساعدة على فهم هذه المسألة، مثال: في مجال الطب نجد التنوع، فهناك أطباء متخصصون، معالجون، واخصائيين على مستوى عالمي. كما هو الحال لدى المحامين والمعلمين، فلماذا يكون الأمر مختلفًا مع رواد الأعمال؟
لا تدع ثقتك بنفسك تدمرك! أن تكون الشخص الذي توصل الى فكرة رائعة لا يعني أنك الشخص المناسب في تحقيقها ولديك القدرة على إظهارها للعلن.